عصبية الأطفال في عمر 3 سنوات
عصبية الأطفال في عمر 3 سنوات هي من المشاكل الشائعة التي يواجهها الأهل، وتتسبب في الكثير من التوتر والإزعاج. إن الأطفال في هذا العمر يشعرون بالقلق والضغط نتيجة للتحولات الكبيرة التي تحدث في حياتهم.مثل بدء الذهاب إلى المدرسة وفقدان الروتين الذي اعتادوا عليه. ومن الممكن أن يؤدي هذا إلى زيادة مستوى عصبية الأطفال، مما قد يؤثر سلبًا على سلوكهم وصحتهم.
لذلك، يجب على الأهل أن يعرفوا أسباب العصبية وكيفية التعامل معها بشكل فعّال، حتى يساعدوا أولادهم في تجاوز هذه المرحلة بنجاح.
لعل أكثر الطرق التي من خلالها يعبر الاطفال عن الشعور بالغضب والسخط هي البدء بالبكاء للتعبير عن مشاعرهم السلبية، ويستمر هذا حتى يطورون مهارة التحكم في انفعالاتهم وابتكار طرق أخرى للتعامل مع المشاعر السلبية.
بعبر الاطفال عن غضبهم بتصرفات عنيفة كاصطدام رؤوسهم بالجدران والأرض، ما يُثير شفقة وتعاطف الأهل الذين يحتضنونهم ويسعون للمصالحة. قد يكون سبب عصبية الطفل هو مشاهدته لتصرف طفل آخر، لأن هناك أعصاب تسمى "Mirror Neuron" توجد في المخ وتسمح للإنسان بالتعلم بالمحاكاة والتقليد لنشعر ونتعاطف مع بعضنا البعض.
كما يمكن أن يكوِّن السبب العصبية المفرطة لأحد الأهل، حيث إن الأطفال هم نموذج صغيرٌ من الآباء والأمهات ويشكلون مِثْلاً يَقْتَدَى بهِ في البيئتِهِ المُحيطة.
محيط الطفل، وهذا ما يجعل من البيئة المحيطة دور مهم وبالغ الأهمية في تشكيل شخصيته . وبناءً على ذلك، فإن التصرفات التي يراها الطفل ويعتاد عليها من خلال تجربة محيطه وشخصيات مقرِّبة من حوله، تؤثر بشكل كبير على نمو شخصيته في المستقبل.
تختلف الخبرات الحياتية بين الأطفال ووفقا لهذا يجب طرح بعض الأسئلة المهمة مثل. لماذا يتبع الأطفال هذا النوع من السلوك العصبي؟ هل يكون تصرف الآباء والأمهات بالتعاطف تجاه أطفالهم صحيحًا؟ وكيف يمكن الحد من هذا التصرف المزعج؟
مظاهر العصبية في الأطفال
الهجوم الجسدي: كتعريض جسد شخص آخر لإيذاء من خلال اللكم أو العض أو الركل أو الدفع بشدة، أو استخدام أي أداة حادة.
التعبير اللفظي: يقوم بإستعمال كلمات مهينة مع الصراخ والتهديد والوعيد وكل شيء يسبب الخوف للآخرين.
التدمير: يشمل تكسير وتفريق الأشياء، سكب الماء أو الطعام، إيذاء الحيوانات الأليفة أو إصابة نفسه بالضرب على رأسه بالجدار أو الأرض.
أسباب عصبية الأطفال
- الأسباب النفسية: تحدث نتيجة لشعور الطفل بظلم أقرانه المستمر، وإحساسه بالتجاهل وفقدان حنان الأسرة والتآلف.
- الأسباب التعليمية: تتولد بسبب تمييز الوالدين لأحد الأطفال عن آخر، أو إحراجهم عند عدم مشاركته في اتخاذ القرارات، أو بسبب رد فعل قلق من أحد الوالدين حيث يقلده الأطفال ويستمرون في تصرفاته. فالأطفال كجعلة إسفنج يستقبلون جميع المشاهد التي تحدث في جوهرها ويقتادون بالتصرفات التي يشاهدونها.
يمكن أن يحدث هذا عندما يتم تدليل الطفل بشكل زائد، أو إذا شعر بأنه يسبب قلقًا في الأسرة، ويتأثر الطفل بالفزع والحرج من التعبير عن مشاعره والبكاء.
يمكن أن تتسبب العصبية بأسباب طبية مختلفة، مثل التهاب الجيوب الأنفية واللوز، ونقص فيتامين د خلال فترة الحمل الأولى، ومرض الصرع، والإمساك المستمر، واضطراب فرط الحركة، بالإضافة إلى مشاكل في الإدراك مثل التوحد وصعوبات في التخاطب والنطق.
بعض الحلول لحل مشلكة عصبية الطفل
- الانتباه الإيجابي مع الطفل لتشجيعه على السلوك الجيد يمكن أن يربط بينك وبينه علاقة جيدة تحفزه على التصرف بشكل جيد.
- التأكد من إعطاء طفلك مجاملات ومؤثرات إيجابية لإظهار تقديرك لفعل الخير سوف يزيل سلوكه السلبي تدريجياً، وسوف يشعر بالثقة في ذاته ويرتاح حول المزيد من التصرفات الإيجابية.
- غالبًا ما يلاحظ الآباء والأمهات أخطاء أولادهم، إلا أن انتباههم خلال التصرفات الحسنة هو المهم بشدة. هذا يُجْعَلُ الطِّفْلَ يشعِرُ بأهميته، كذلك یصبح مصدرَ اھْتِمامٍ من قِبَلِ الأخرون.
- تجاهل الطفل في بعض الاحبان أمر ضروري وإلا كان تذمير الآباء للأفعال السيئة قد يحمله لتقليدها مُجْدَداً في بحثــه عن ألاِھْتِمام.
- من خلال توجيه انتباهك إلى خدمة الطفل 15 دقيقة يومية، يعزز حبك سلوكه باستخدام أساليب مُحَفِِّزَةٍ إيجابية، ويرفع قوَّة انطلاقته في المستقبل.
- تأكَّد من تشجيع الطفل باستخدام كَلِمات الترضية والمجاملات، لإظهار تقديرك في كافة حالات التصرف الجدير بالإشادة أن هذه الخطوة تؤدي الي نتائج جيداً في نشوء شخصية الطِّفْلِ.
- الاهتمام بصورة إيجابية يُعد واحدًا من أسهل الطرق وأكثرها فاعلية لتخفيف مشكلات السلوك.
- تجاهل بعض السلوكيات عندما يُشعر الصَّغير بوجود كاميرا تراقبه عبر عيني والديه، يواجه المزيد من التَّوتُّر والعصبية، لذلك من الضروري أن نترك مساحة حرية في تصرفات أولادنا حتى يستطيعون إصلاح أخطائهم بأنفسهم والثقة بأنفسهم.
- من الأفضل تجاهل بعض السلوكيات السِّيئَة في بعض المواقف حتى نحافظ على مسافة جيدة في التَّعامل مع صغارنا.
حل مشكلة العصبية للاطفال |
- مساعدة الطفل في بعض الواجبات المدرسية. هذا لن يؤثر على تعليمه المستقبلي، وسيتمكّن من الحصول على بعض الإجازات التي يحتاجها للاستمتاع باللعب.
- تذكر أن إصدار أوامر صارمة لطفلك سيؤدي إلى مقاومة قوية من جانبه، وقد يجد صعوبة في فهم الأسباب التي تحكم قراراتك. لذلك، حافظ على التوازن بين إشرافك وتشجيع اختلاف طفلك.
- توقيت تناول الغداء تناول الوجبة الغذائية الفطور، وسيجد نفسه ربما جائعاً في وقت لاحق، ليضطر للانتظار حتى وقت تناول وجبة العشاء، وستجد في النهاية أنه سيتعلم.
- الأوامر الواضحة غالبًا ما يواجه الأطفال مشكلات عندما لا يستطيعون القيام بمهمة محددة أو تنفيذ أمر معين، ويشتد ذلك إذا كانت الأوامر ليست واضحة بالنسبة لهم. لذلك، يجب عليك كوالدين أن تتحلى بالصراحة والتحديد، وألا تطلب من طفلك إتقان سلاسل من الأعمال التي ستؤدي إلى شعوره بالإحباط.
- اسعى دائمًا إلى تركيز طفلك على المهمَّ أولًا وقبيل كل شئ. يحق له أن يرفض، لذلك يجب عليك أن تطلب من طفلك إعادة الأمور التي سمعها لتتأكد من فهمه الصحيح.
- الدفء الأسري والأحضان تؤثر البيوت المستقرة بشكل إيجابي على نمو وتنظيم مشاعر الأطفال بشكل جيد، بالمقابل، تؤثر البيوت غير المستقرة على سلوك الأطفال ونموهم، وغالباً ما يتعرض هؤلاء الأطفال للاضطهاد والعنف. يحدث هذا بشكل خاص في الدول التي تعاني من الحروب والدمار وعدم الاستقرار.
- لكن يجب الأخذ في الاعتبار أن كل طفل يختلف عن آخر، فالاهتمام بإضفاء جو دافئ في المنزل سيرسخ في نفسيته المحبة ، التي حثتنا عليها ديننا الحنيف.
- محاولة إدارة الضغوطات والأوضاع الصعبة التي تؤثر فيه؛ فهو لا يُتقن إدارة غضبه بفضل اعتماده على ثبات مزاجه والحفاظ على هدوئه الدائم.
- جعل حَضَن الطفل من أساسيات روتينه اليومي في جميع أوقاتِ النَّهار.
- تعريف المشاعر بنفس الطريقة وهذا سيساعد الطفل بأن يشعر أن مشاعره مقبولة ومهمة، وبالتالي ستكون لديه الثقة في نفسه وفي تعامله مع المشاعر في المستقبل.
- اجعله يشعر بثقة تامة في أنك ستجد الحل المناسب"، هذا ما يسمى بـ "تأكيد المشاعر" أو "تحقيق صحة المشاعر"، وهو أحد أساليب التربية الإيجابية.
- ركن استجماع النفس من المفيد أن تعلم طفلك كيف يتحكم في غضبه وكيف يتصرف في حالة العصبية من خلال إنشاء مساحة خاصة به داخل المنزل، أو في غرفته، وتسمية هذه المساحة "مكان الاسترخاء". وتجهيزه بجميع الأدوات التي تساعده على العودة إلى حالة الهدوء والانتعاش، وأن يختار هو نفسه ما يريد استخدامه. على سبيل المثال، إذا كان طفلك يحب التلوين أو الأغاني فقط نضع لديه أوراق التلوين أو تسجيلات الموسيقى.
- رغباته ومتطلباته. كما يفضل أيضًا تجنب الموسيقى الصاخبة والألعاب التي تحتوي على قدر كبير من الاثارة والانفعالات، لأن هذه الأشياء قد تزيد من حالة عدم الرضا وعدم التحكم عند الطفل.
- يجب تذكير طفلك بأن مراكز التفكير واتخاذ القرارات في المخ تتوقف عن العمل أثناء الغضب والعصبية ، لذلك يجب أن يتنفس الشخص الغاضب بشكل عميق، حَبِس هذا الهواء مع عد إلى رقم 5، ثُمّ إخراجَه من خلال ثلاث تنفسات، وهذا يُمْكِن المخ من استعادة نشاطه والعودة للعمل بصورة جيدة ويُمْكِن الشخص من اتخاذ قراراته بطريقة سليمة.
- عدم الندم على الأفعال التي تتخذها في حالات الغضب وعدم اتخاذ قرارات شديدة التأثير بلا تفكير.
- التشجيع المستمر لما يفعله تم مدح الطفل بكلمات جامعة مثل انت شجاع وانت بطل وانت جميل، حيث يحاول المربي بناء شخصية الطفل المغرور.
- من الضروري أن نحث الطفل على الأفعال المميزة التي تُظهر إنجازاته دون مبالغة، على سبيل المثال "أحسنت هذا التصرف". "الشجعان" هي أولئك الذين يرتكزون على أفعالهم وإنجازاتهم، ولا يمكن تصور شخصية حقيقية تعتمد على الرصانة أو التضليل.
- المكافأة يمكن لنظم المكافآت أن تكون طريقة فعالة في مساعدة الأطفال على التحكم بسلوكياتهم وتهدئتها، وخصوصًا لأولئك الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه. في هذه الحالات، يمكن وضع سلوكيات مستهدفة مثل بقاء الأطفال على المائدة أثناء تناول وجبة الطعام، أو استخدام لمسات لطيفة مع الحيوانات.
- يفضل تحويل الأطفال إلى القائمين على أفعال حسنة من خلال جعلهم يشعرون بالحب والاهتمام بدلاً من التصرفات السيئة، وأحيانًا يمكن أن يصبحوا ملولين من نظام المكافآت التقليدية الذي يتطلب انتظارًا طويلًا، لذلك يجب أن تكون المكافأة على الفور وغير مادية كي لا تتحول إلى رشوة، مثل فرصة للاستخدام المضاف لأجهزة الإلكترونية أو فرصة للعب بالأشياء المفضَّلَة. معًا، كذلك نسمح لهم بقراءة قصَّة إضافية. يُمكنه أيضًا تَناوُل وَجبَةُ عشاءه المفضّلَةِ أو شيءٌ مُشابِه.
- لا تسمح لطفلك بمشاهدة التلفزيون أو المواد المختصة بالعنف، لأن هذا سيزعزع استقراره.
- إضافة إلى أن عدم منطقية المطالب التي توجهها به وتشمل رفع صوتك فوق حده وطلبك منه خفض صوته، فالأفضل دائمًا التأكد من استخدام نظام يساعد على بث الروحانية في حياته.
- استخدام النظام العلاجي يسعى علي تحقيق سلامة الطفل الصحية والسلوكية والاجتماعية.
إلى هنا نصل بمحتوانا عن عصبية الأطفال في عمر 3 سنوات، وآمل أن تكونوا استفدتم منه. لا تنسوا أن الأهم في التعامل مع العصبية هو الصبر والحنان، وضرورة تفهم احتياجات الطفل.
وأيضًا، لا تترددوا في مشاركة تجاربكم ونصائحكم في التعامل مع العصبية لتعم الفائدة وتساعدوا آباء وأمهات آخرين في تحسين تجربتهم مع أطفالهم. شكرًا لكم.